حياتي من دون الحب

( بدون الحب ) حياتي : بلا كيان ،، بلا عنوان ،، بلا تاريخ ميلاد ،،

----------------------------

بحبها ،، هنا ترقد الألوان الداكنة ،،،

هنا يطغى الأسود على الأبيض ،، هنا ركام من عشقها يوماً ،،
هنا مَن وهب نفسه لبقائها ،، هنا أنا ،، هنا مزيج الحزن والأسى ،،
هنا الألم ،، هنا الندى ،، هنا أزهار الحب قد نمت وترعرعت ،،
هنا استسلمت الروح وأعلنت عبودية الهوى ،، هنا أنا ،،
هنا كان إختيار الموت ،، هنا كان الوداع ،، هنا أنا ،،،
هنا الرحيل والإنتظار ،، هنا مرافيء الإنتحار ،، هنا قصور الإنهيار ،،
هنا يعلن الحب أنه سيد هذه البلاد ،، بلاد الورود ،، بلا الخلود ،، بلاد الوعود ،،
بلاد العهود ،، بلادٌ بلا حدود ،، بلاد من ليس له بلاد ،، مِن هنا يختار الموت ،، !!
وها أنا أعود يا حبيبتي إلى حزني القديم ،،، أعود وليس معي سوى الدموع ،،،
لأرميها في بحر دموعي الكبير ،،، أعود لأتمزق هنا ،،، أعود لتبعثرني الذكريات ،،
لتجتاحني عواصف اللحظات ،، أعود ،، ليس إلى البداية ،، فليس هناك بداية ،،
فكلها لحظة نهاية ،، وقفت وحيداً ،، مناجياً ،، متأملاُ ،، راجياً ،،
على أعتاب البيت القديم ،، الذي كانت تسكنه روحٌ تعلقت بها ،، طيفاً كنت معه بالأمس ،،
ولم أجده الآن ،، بغيابك تتساقط الدمعات ،، وترثيكِ عذاب الكلمات ،،
لماذا تركتني وحيداً ،، حزيناً ،، ورحلتِ ،، أورثتيني كل الذكريات ،،
أصبحت صديق الليل والحسرات ،، رفيق القمر والهمسات ،،
ليلي كنهاري ،، لا أُحسن عدَّ السنوات ،،
صديق القلم والصفحات ،، حبيس الآهات ،، رحتِ وبقيتُ أنا هنا ،،
في بلادٍ هي بلادي ،، لكني مغتربٌ بها ،، كنت ولا زلت لا أعرف أحداً غيركٍ هنا ،،

سرقكِ القدر مني بلحظه سوداء لم أستوعبها لغاية الآن ،،
وبقيت أناديكِ،، صرخت ،، ناجيتُ ،، ولم تسمعيني ،،
وحاولت اللحاق بكِ ،، ولكن القدر كتب لي الحياة ،،

أعود لأوراقي ،، وليس معي سوى قلمكِ الحزين ،،،
أعود إلى الكلمة ،،ويا ليت الحزن كلمة ،،، أموت مع الكلمة ولا شيء يحيينا ،،،
في بحر صمتكِ لا شيء يحيينا ،،، في لحظة الوداع كل شيء يموت ،،
ويولد الضياع ،،آهٍ كم تكرهني الأيام ،،، آهٍ كم يكرهني الوقت ،،
الآن أقف على بابك أيها الفراغ ،، فابتسم ،، وافتح بابك ،،
واتركه بين الفراغ والوجود ،،، لتجتمع المتناقضات ،،
بلا مكان ،، لا مكان لإنسان بلا كيان ،، أعود؟؟ بل لا أعود ،، لا مكان هناك للعودة ،،
أموت؟؟ ،، القبر يرفض أن يستقبل بقاياي ،، أعيش ؟؟ ،، ما أعيش ،،
ولأي شيء أعيش ،،؟ جنون؟؟ ،، وهل سأكون حيث أكون مجنون ،،؟
لا حياة ،، ولا وجود ،،، ولا كيان ،،، فأي إنسان أنا ،،؟ أي إنسان ،،؟
أعود ،، لمقعدي ،، ولدخاني ،، وللجليد ،، أعود ،،
لتساقط الأمطار على خطوط الصفحات ،، لتتعاقب الفصول على الكلمات ،،
أعود لتَفَتُحِ زهورٍ في عيون القدر الذي سرقها من الوجود ،،،
أعود ،، وأعود ،، ويقتل قلبي أن أعود ،، وتسقط دمعتي ،، وأعود رغماً عني !.
ماذا أقول في لحظة الوداع ،،، سترسم الدموع ووجهها الرقيق على جدار عيني ،،
وسيصيح القلب بإسمها الرقيق ،، وبصوتها المخملي ،،
البدوي ،، القادم من أعماق البدر ،، آهٍ أيها البدر ،، ليت لك عيونها ،، أو إبتسامتها ،،
هناك سترحل عيوني إلى الغرب ،، إلى حيث تنام الشمس ،،
إلى حيث تنام عيونها الرقيقة ،، إلى هناك روحي ،،
وستسكن كل أوراق الشجر ،، وكل الزهور ،، وعلى وجه القمر ،،
وعلى الآهات والذكريات ،، والماضي ،، بعيداً عن المستقبل الذي سرقه مني القدر ،،
أعود إلى لا مكان ،، فالأشجار والزهور والقمر ،، لا تستقبل الموتى ،،
أعود إلى لا مكان ،، بلا عنوان ،، بلا كيان ،،
وما قيمة الإنسان بلا كيان ،، بلا عنوان ،، بلا تاريخ ميلاد ،،
تجتمع بحياته النهايات ،، والموت
لا حياة ،، ولا مكان ،، ولا فراغ ،، ولا وجود ،، ولا زمان ،،،
ولا جنون ،، ولا بداية ،، ولا عنوان ،، ولا كيان ،، ولا حتى إنسان،،
فأنا بلا إنسان ،، بلا إسم ،، بلا رقم ،، بلا هوية ،، بلا روح ،، بلا وطنٌ بعد الآن ،،
لا الآن أنا ولا بعد الآن ،،
حبيبتي هل عرفتي الآن مَن أنا بدونك ؟؟